السنة الثالثة:
ختم المجلس بكفارة المجلس
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلي الله عليه وسلم ( من جلس في مجلس كَثُرَ فيه لغطه فقال قبل أن يقوم : "سبحانك ربَّـنا وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ". إلا غَـفَـرَ الله له ما كان في مجلسه ذلك ). رواه أحمد وأبو داوود .
وعند الترمذي " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".
التعليق :
* لما كان الشيطان حريصـاً على إضلال الناس تربص لهم في مجالسهم وكان الله رؤوفـاً بعباده حيث شرع لهم كلمات تكفـِّر عنهم ما علق بهم من أدران المجلس .
* روى النسائي وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان إذا جلس
مجلسـاً أو صلى تكلم بكلمات فسألته عائشة عن الكلمات فقال :" إن تكلم بخير كان طابعاً عليهن إلى يوم القيامة وإن تكلم بغير ذلك كان كفارة له , سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك" قال ابن حجر { سنده قوي }.
السنة الرابعة :
صوم ثلاثة أيام من كل شهر
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( صم في كل شهر ثلاثة فإن لك بكل حسنة عشرة أمثالها فإن ذلك صيام الدهر) متفق عليه.
التعليق :
*ويستحب أن تكون الأيام البيض لحديث أبي ذر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إذا صمت من الشهر ثلاثاً فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة). رواه الترمذي وقال حديث حسن.
*وحديث قتادة بن ملحان عند أصحاب السنن بلفظ " كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وقال : هي كهيئة الدهر".
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال : ( أوصاني خليلي صلي الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام )
قال الحافظ ابن حجر : الذي يظهر أن المراد بها البيض.
* جاء في فضل الصيام حديث أبي هريرة في الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:"قال الله :كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به وفي رواية : والحسنة بعشرة أمثالها والصيام جُنَّة...... والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما :" إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصيامه " وجاء في رواية مسلم " والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به "
* قال النووي : استحباب الثلاثة هي أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
السنة الخامسة :
إلقاء السلام قبل مفارقة المجلس
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليُسلَّم فإن بدا له أن يجلس فليجلس , ثم إن قام فليسلم , فليست الأولى بأحق من الآخرة ) رواه أبو داوود والترمذي وقال الألباني حديث حسن صحيح .
التعليق :
* في هذا الحديث أن الرجل إذا دخل على المجلس فإنه يسلم فإذا أراد أن ينصرف وقام وفارق المجلس فإنه يسلم لأن النبي J أمر بذلك .
* جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير" وفي رواية " والصغير على الكبير"
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام "
رواه أبو داوود.
وروى الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه قيل يا رسول الله :" الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام ؟ قال : أولاهما بالله تعالى" قال الترمذي هذا حديث حسن .
قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين : " فنقول أولاً خير الناس من يبدأ الناس بالسلام وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق يبدأ من لقيه بالسلام فاحرص على أن تكون أنت الذي تسلم قبل صاحبك ولو كان أصغر منك لأن خير الناس من يبدؤهم بالسلام وأولى الناس بالله من يبدؤهم بالسلام فهل تحب أن تكون أولى الناس عند الله؟ كلنا يحب ذلك إذن فابدأ الناس بالسلام ثم ذكر النبي صلي الله عليه وسلم أن الراكب يسلم على الماشي .....
السنة السادسة:
التنفس خارج الإناء ثلاثاً
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( كان رسول اللهصلي الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً) رواه البخاري ومسلم.
وعند مسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال أنه أروى وأبرأُ وأمرأُ )
وعند أبي داوود ( أهنأ) بدل قوله (أروى ).
التعليق :
* والمراد به إبعاد الإناء عن فم الشارب ثم التنفس خارجه وإلا فالتنفس في الإناء منهي عنه.
* قال ابن حجر في الفتح " والمعنى أنه يصير هنيئاً مريا بريا سالماً أو مبريا من مرض
أو عطاش أو أذى , ويؤخذ من ذلك أنه أقمع للعطش وأقوى على الهضم وأقل ضرراً
في ضعف الأعضاء وبرد المعدة أ.هـ
* قال ابن القيم :" وطريقة التنفس في الشراب ثلاثاً , إبانته القدح عن فيه , وتنفسه خارجه, ثم يعود إلى الشراب كما جاء مصرحاً به الحديث الآخر " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في القدح " ولكن ليبين الإناء عن فيه " أخرجه ابن ماجة وإسناده صحيح .
السنة السابعة :
الأكل بثلاثة أصابع , ولعق اليد قبل مسحها , ورفع اللقمة عند سقوطها , وإماطة ما بها من أذى وأكلها
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال عن أبيه قال: ( كان رسول اللهصلي الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها ). رواه مسلم وأحمد وأبو داود .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه قال" فلا يمسح يده بالمنديل حتى يَلعَقَها أو يُلعقها ". رواه البخاري ومسلم.
التعليق :
* والعلة من ذلك جاءت في حديث جابر : ( أن النبيصلي الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال : " إنكم لا تدرون في أيِّهِ البركة " رواه مسلم.
* قال ابن عثيمين " أنه ينبغي للإنسان أن يأكل بثلاث أصابع ...لكن هذا في الطعام الذي يكفي فيه ثلاث أصابع أما الطعام الذي لا يكفي فيه ثلاث أصابع مثل الأرز فلا بأس أن تأكل بأكثر".
*قال ابن القيم -رحمه الله – " ... فأنفع الأكل أكلهصلي الله عليه وسلم وأكل من أقتدى به بالأصابع الثلاث
* لعق النبي صلي الله عليه وسلم أصابعه سنة , والحكمة منها جاءت في حديث جابر قول النبي صلي الله عليه وسلم"لا تدرون في أيِّهِ البركة".
* ذكر بعض الأطباء أن الأنامل –بإذن الله- تفرز إفرازات عند الطعام تعين على هضم الطعام في المعدة .
* إن الشيطان يلازم الإنسان ويرغب في مشاركته حتى في أكله وشربه وأن أكل اللقمة الساقطة بعد إماطة الأذى منها فيه حرمان للشيطان .
* أن البركة قد تكون فيما أكله الإنسان أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في الصحفة أوفي اللقمة الساقطة .
السنة الثامنة :
الوضوء قبل النوم , والنوم على الجنب الأيمن
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم" إذا أتيت مضطجعك , فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل : اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك ,رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك , آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت واجعلهن آخر ما تقول " متفق عليه.
التعليق :
* قال النووي : في هذا الحديث ثلاث سنن مهمة مستحبة ليست بواجبة .
إحداها : الوضوء عند إرادة النوم فإن كان متوضأ كفاه ذلك الوضوء لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته, وليكون أصدق لرؤياه وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه .
الثانية: النوم على الشق الأيمن لأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يحب التيامن ولأنه أسرع إلى الانتباه .
الثالثة: ذكر الله تعالى لتكون خاتمة عمله.أ.هـ
* من السنن أيضا:
1- نفض الفراش عند النوم لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللهصلي الله عليه وسلم قال إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره-أي طرفه- فلينفض بها فراشه وليسم الله...) متفق عليه.
2- قراءة المعوذتين والإخلاص ومسح جسده ثلاث مرات كما كان يفعل النبي صلي الله عليه وسلم كل ليلة وقراءة آية الكرسي وغيرها من أذكار النوم المعروفة.
السنة التاسعة
لبس البياض من الثياب
عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال : قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم
(البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم ) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي.
التعليق:
* فيه استحباب لبس الأبيض من الثياب , فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يلبسه , جاء عند البخاري "أن أبا ذر قال : أتيت النبي صلي الله عليه وسلموعليه ثوب أبيض"
* وقد رأى النبي صلي الله عليه وسلمملكين شاركا في غزوة أحد وعليهما ثياب بيض , " عن سعد بن أبي قاص رضي الله عنه قال قال : رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلميوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد " متفق عليه وزاد مسلم قال سعد :" يعني جبريل وميكائيل ".
قال النووي في شرح هذا الحديث : " فيه فضيلة الثياب البيض"
السنة العاشرة :
المضمضة بعد شرب اللبن
عن ابن عباس رضي الله عنهأن النبيصلي الله عليه وسلم شرب لبناً فمضمض وقال إن له دسماً) رواه البخاري.
التعليق:
*قال ابن حجر رحمه الله وفي الحديث بيان العلة للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم " أ.هـ
* يستحب المضمضة بعد كل طعام له دسم لقاعدة "الحكم يدور مع علته " فاستحباب المضمضة تدور مع علة الدسم.